الإشارة : التطفيف يكون في الأعمال والأحوال، كما يكون في الأموال، فالتطفيف في الأعمال عدم إتقانها شرعاً، ولذلك قال ابن مسعود وسلمان رضي الله عنهما : الصلاة مكيال، فمَن وَفَّى وُفِّي له، ومَن طفَّف فقد علمتم ما قال الله في المطففين. هـ. فكل مَن لم يُتقن عملَه فعلاً وحضوراً فهو مطفف فيه. والتطفيف في الأحوال : عدم تصفية القصد فيها، أو بإخراجها عن منهاج الشريعة، قال تعالى :﴿ويل للمطفيين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون...﴾ الخ، قال القشيري : يُشير إلى المقصّرين في الطاعة والعبادة، الطالبين كمال الرأفة والرحمة، الذين يستوفون من الله مكيال أرزاقهم بالتمام، ويكيلون له مكيال الطاعة بالنقص والخسران، ذلك خسران مبين، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم المشهد، مهيب المحضر، فلذلك فسدت أعمالهم واعتقادهم. هـ. يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يكثر فيه الهول، ويعظم فيه الخطب على المقصّرين، وتظهر فيه كرامة المجتهدين ووجاهة العارفين.
﴿كلاَّ﴾ ليرتدع المقصّر عن تقصيره ؛ لئلا ينخرط في سلك الفجار، ﴿إن كتاب الفجّار لفي سجين﴾ المراد بالكتاب هنا : كتاب الأزل، وهو ما كتب لهم من الشقاوة قبل كونهم، قال ﷺ :" السعيد مَن سعد في بطن أمه، والشقي مَن شقي في بطن أمه "
٢٦١