وقيل : الشاهد : النجم، للحديث :" لا صلاة بعد العصر حتى يطلع الشاهد " أي : النجم والمشهود : الليل، لأن النجم يشهد بانقضاء النهار ودخول الليل. وقيل : الشاهد : الحجر الأسود، والمشهود : الناس يحجون، لأنه يشهد عليهم يوم القيامة لمَن قَبّله أو لمسه. وقيل : الشاهد : يوم الجمعة، والمشهود : يوم عرفة، لأنَّ يوم الجمعة يشهده بالأعمال، ويوم عرفة يشهده الناس، وهذا مروي عنه صلى الله عليه وسلم. وقيل : الشاهد : يوم عرفة، والمشهود : يوم النحر. قاله عليّ رضي الله عنه، انظر ابن جزي. وقيل : الشاهد : الأيام والليالي، والمشهود : بنو آدم، للحديث " ما من يوم إلاَّ وينادي : أنا يوم جديد، وعلى ما يُفعل به شهيد، فاغتنمني " وكذلك تقول الليلة، وأنشدوا :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٧٦
مضى أمْسُك الماضي شهيداً معدّلاً
وخُلّفتَ في يوم عليك شهيدُ
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة
فَثَنهْ بإحسانٍ وأنت حميدُ
ولا تُرْج فعْل الخير يوماً إلى غدٍ
لعل غداً يأتي وأنت فقيدُ
فيومُك إن أتعبتَه نفعه غدا
عليك وماضي العَيْش ليس يعودُ
وجواب القسم إمّا محذوف يدلّ عليه :﴿قُتل...﴾ الخ، كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أنّ كفار قريش ملعونون كما لُعن ﴿أصحابُ الأخدود﴾ أو : هو قتل بعينه على حذف اللام، لطول الكلام، أي : لقد قُتل أصحاب الأخدود، والمراد : تثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرهم على أذى الكفرة، وتذكيرهم بما جرى على مَن تقدمهم من التعذيب، وصبرهم على ذلك، حتى يأنسوا ويصبروا على ما كانوا يلقون من قومهم، ويعلموا أنَّ هؤلاء الكفرة بمنزلة أولئك، ملعونون مثلهم. والأخدود : الخد في الأرض، أي : الشق.
٢٧٥