الإشارة : إنَّ الذين آمنوا إيماناً حقيقيًّا شهوديًّا، وعملوا الصالحات بأيدي القلوب والأرواح والأسرار، يعني العمل الباطني، لهم جنات المعارف، تجري من تحتها أنهار العلوم والحِكم، ذلك هو الفوز الكبير والسعادة العظمى. إنَّ بطش ربك بأهل الإنكار الجاحدين لأهل الخصوصية لَشَدِيد، وهو غم الحجاب وسوء الحساب، إنه هو يُبدىء ويُعيد، يُبدىء الحجاب للمحجوبين، ويُعيد الشهود للعارفين، وهو الغفور للتائبين المتوجهين، الودود للسائرين المحبين. قال الورتجبي : الغفور للجنايات، الودود بكشف المشاهدات. هـ. ذو العرش : ذو السلطة القاهرة على العوالم العلوية والسفلية. قال الورتجبي : وصف نفسه بإيجاد العرش، ثم وصف نفسه بالشرف والتنزيه، أي : بقوله :﴿المجيد﴾ إعلاماً بأنه كان ولا مكان، والآن ليس في المكان، إذ جلاله وجماله منزَّه عن مماسة المكان، والحاجة إلى الحدثان. هـ. قال القشيري : ويجوز أن يكون المراد بالعرش : قلب العارف المستَوي للرحمن، كما جاء الحديث :" قلب العارف عرش الله " هـ.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٧٨