﴿إِنه﴾ أي : الخالق، لدلالة " خُلِق " عليه، أي : إنَّ الذي خلق الإنسانَ ابتداء من نُطفة، ﴿على رَجْعِه﴾ ؛ على إعادته بعد موته ﴿لقادرٌ﴾ بيّن القدرة. وجِيء بـ " إنّ " واللام وتنكير الخبر ليدل على رد بليغ على مَن يدّعي أنه لا حشر ولا بعث، حتى كأنه لا تتعلق القدرة بشيء إلاَّ بإعادة الأرواح إلى الأجساد، ﴿يومَ تُبلى السرائرُ﴾ أي : تكشف ويُتصفَّح ما فيها من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفي من الأعمال، ويتبين ما طاب منها وما خبث. والسرائر : القلوب، هو ظرف لـ " رَجْعِه "، أي : إنه لقادر على رده بالبعث في هذا
٢٨٢
اليوم الذي تُفضح فيه السرائر، ﴿فما له مِن قوةٍ﴾ في نفسه يمتنع بها ﴿ولا ناصرٍ﴾ ينتصر به ويدفع عنه غير الله تعالى. ولمّا كان رفع المكان في الدنيا إمّا بقوة الأنسان، وإمّا بنصر غيره له، أخبر الله بنفيهما يوم القيامة.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨١