كل واحد إلى ما سبق له من شقاوة وسعادة، ورزقٍ وأجل، أو : ما قَدَّر لكل حيوان ما يُصلحه، فهداه إليه، وعرَّفه وجه الانتفاع به، فترى الولد بمجرد خروجه من بطن أمه يلتمس غذاه، وكذا سائر الحيوانات، فسبحان المدبِّر الحكيم :﴿الذي أخرج المرعى﴾ أي : أنبت ما ترعاه الدواب غضًّا طريًّا، ﴿فجعله﴾ بعد ذلك ﴿غُثاءً﴾ يابساً هشيماً ﴿أحوى﴾ ؛ أسود، فـ " أحوى " صفة لغُثاء، وقيل : حال من المرعى، أي : أخرجه أحوى من شدة الخضرة، فمضت مدة، فجعله غثاءً يابساً. وهذه الجمل الثلاث صفة للرب. ولمّا تغايرت الصفات وتباينت أتى لكل صفة بموصول. وعطف على كل صلة ما يترتب عليها.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٥