برفع تلاوته، وهو ضعيف.
﴿إِنه يعلم الجهرَ وما يخفى﴾ أي : يعلم ما ظهر وما بطن، التي من جملتها ما أوحى
٢٨٦
إليك، فينسى ما شاء اللهُ إنساءه، ويبقى محفوظاً ما شاء إبقاءه، أو : يعلم جهرك بالقراءة مع قراءة جبريل مخافة التفلُّت، وما في نفسك مما يدعوك إلى الجهر، أو : ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان، وما تجهر به، أو : يعلم ما أعلنتم وما أسررتم من أقوالكم وأفعالكم، وما ظهر وما بطن من أحوالكم. قال الورتجبي : السر والعلانية عنده تعالى سواء، إذا هو يبصرهما ببصره القديم، ويعلمهما بالعلم القديم، وليس في القِدم نقص، بحيث يتفاوت عنده الظاهر والباطن ؛ إذ هناك الظاهر هو الباطن، والباطن هو الظاهر ؛ لأنَّ الظاهر ظهر من ظاهريته، والباطن من باطنيته. هـ.
﴿
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٥
ونُيسّرك لليُسرى﴾، معطوف على " سنقرئك " وما بينهما اعتراض، أي : ونوفّقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل، وهي الشريعة السمحة التي هي أسهل الشرائع، أو : نوفّقك توفيقاً مستمراً للطريقة اليسرى في كل باب من أبواب الدين، علماً وتعليماً، هداية واهتداءً، فيندرج فيه تلقي الوحي والإطاحة بما فيه من الأحكام التشريعية السمحة، والنواميس الإلهية، مما يتعلق بتكميل نفس ﷺ وتكميل غيره، كما يفصح عنه قوله :﴿فذَكِّر..﴾ الخ. وتخصيص التيسير به عليه السلام، مع أنه يسري إلى غيره، للإيذان بقوة تمكنه ﷺ من اليسرى والتصرُّف فيها، بحيث صار ذلك ملكة راسخة له، كأنه عليه السلام جُبل عليها. قاله أبو السعود.