وقوله تعالى :﴿إِنَّ هذا لفي الصُحف الأُولى﴾ الإشارة إلى قوله :﴿قد أفلح مَن تزكّى﴾ إلى قوله :﴿وأبقى﴾، قال ابن جزي : الإشارة إلى ما ذكر قبل من الترهيب من الدنيا، والترغيب في الآخرة، أو : إلى ما تضمنته السورة، أو : إلى القرآن، والمعنى : إنه ثابت في كتب الأنبياء المتقدمين. هـ. وقوله تعالى :﴿صحف إِبراهيمَ وموسى﴾ بدل من " الصُحف الأُولى ".
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٨٨
وفي حديث أبي ذر : قلت : يا رسول الله : كم كتاباً أنزل اللهُ ؟ قال :" مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشر صحائف، وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان " قال : قلت : يا رسول الله : ما كانت صُحف إبراهيم عليه السلام ؟ قال :" كانت أمثالاً كلها، أيها الملك المسلّط المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لِتَرُدّ على دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو من كافر. وكان فيها : وعلى العاقل أن تكون له ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يُفكر في صنع الله عزّ وجل إليه، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب. وعلى العاقل ألاَّ يكون ظاعناً إلا لثلاث : تزور لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه، ومَن حسب
٢٨٩