وإِلى السماء كيف رُفعت} رفعاً بعيداً بلا عُمُد ولا مُسَّاك، أو بحيث لا ينالها فَهم ولا إدراك، ﴿وإِلى الجبال﴾ التي ينزلون في أقطارها، وينتفعون بمياهها وأشجارها في رعي تلك الإبل وغيرها ﴿كيف نُصبت﴾ نصباً رصيناً، فهي راسخة لا تميل ولا تميد،
٢٩٤
﴿وإِلى الإرض كيف سُطحت﴾ سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق.
قال الجلال : وفي الآية دليل على أنَّ الأرض سطح لا كرة، كما قال أهل الهيئة، وإن لم ينقض ركناً من أركان الشرع. هـ. وفي ابن عرفة، في قوله تعالى :﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ...﴾ [الزمر : ٥] أنَّ الآية تدل على أنَّ السماء كروية، قال : لأنَّ من لوازم تكويرهما تكوير محلهما لاستحالة تعلقهما دون مكان. هـ. وفي الأبي : الذي عليه الأكثر من الحكماء وغيرهم أنَّ السموات والأرض كرتان. هـ.