﴿كلاَّ﴾، ردع للناهِي عن عبادة الله ﴿لئن لم ينتهِ﴾ عما هو عليه ﴿لَنَسْفعاً بالناصيةِ﴾ ؛ لنأخذن بناصية ولنسحبنّه بها إلى النار. والسفع : القبض على الشيء وجذبه بشدة. وكَتْبُها في المصحف بالألف على حكم الوقف. واكتفى بلام العهد عن الإضافة للعلم بأنها ناصية المذكور، ثم بيّنها بقوله :﴿ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ﴾ فهي بدل، وإنما صَحّ بدلها من المعرفة لوصفها، ووصفها بالكذب والخطأ على المجاز، وهما لصاحبهما. وفيه من الجزالة ما ليس في قوله : ناصية كاذب خاطىء.
﴿فَلْيَدْعُ ناديَه﴾، النادي : المجلس الذي يجتمع فيه القوم. رُوي أنَّ أبا جهل مرّ بالنبي ﷺ وهو يُصلّي، فقال : ألم أَنْهكَ ؟ فأغلط له النبيُّ ﷺ، فقال : أتهدّدني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً ؟ فنزلت. ﴿سَنَدْعُ الزبانية﴾ ليجروه إلى النار. والزبانية : الشُّرَطِ، واحدة : زِبْنِيَّة أو زِبْنى، من الزبن، وهو الدفع. عن النبي ﷺ :" لَوْ دَعَا نَادِيهُ لأخَذَتْه الزَّبانِيةُ عِياناً ". ﴿كلاَّ﴾، ردع لأبي جهل ﴿لا تُطِعْهُ﴾ أي : أثبت على ما أنت عليه من عصيانه، كقوله :﴿فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨)﴾ [القلم : ٨] ﴿واسجدْ﴾ ؛ واظب على سجودك وصلاتك غير مكترث ﴿واقترب﴾ ؛ وتقرّب بذلك إلى ربك.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٢٨
الإشارة : كل مَن أنكر على المتوجهين، الذين هم على صلاتهم دائمون، يُقال في حقه : أرأيت الذي يَنهى عبداً إذا صلّى.. إلى آخر الآيات. ويُقال للمتوجه : لا تُطعه واسجد بقلبك وجوارحك، وتقرّب بذلك إلى مولاك، حتى تظفر بالوصول إليه. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
٣٣٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٢٨


الصفحة التالية
Icon