السيئة على صورة قبيحة، فتُوضع في الميزان، فمَن ترجحت موازين حسناته ﴿فهو في عيشةٍ راضيةٍ﴾ أي : ذات رضاً، أو مرضية، ﴿ومَن خَفَّتْ موازينُه﴾ باتباعه الباطل، فلم يكون له حسنات يُعتد بها، أوترجحت سيئاته على حسناته، ﴿فأُمُّهُ هاويةٌ﴾، هي من أسماء النار، سُميت بها لغاية عمقها، وبُعد مداها، رُوي أنَّ أهل النار يهووا فيها سبعين خريفاً. وعبَّر عن المأوى بالأم لأنَّ أهلها يأوون إليها كما يأوي الولد إلى أمه، وعن قتادة وغيره : فأم رأسه هاوية، لأنه يُطرح فيها منكوساً. والأول هو الموافق لقوله :﴿وما أدراك مَا هِيَهْ﴾ فإنه تقرير لها بعد إبهامها، وللإشعار بخروجها عن الحدود المعهودة للتفخيم والتهويل، وهي ضمير الهاوية، والهاء للسكت، ثبت وصلاً ووقفاً، لثبوتها في المُصحف، فينبغي الوقف ليوافق ثبوتها، ثم فسَّرها فقال :﴿نارٌ حامية﴾ بلغت النهاية في الحرارة، قيل : وصفها بحامية تنبيهاً على أنَّ نار الدنيا بالنسبة إليها ليست بحامية ؛ فإنَّ نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً منها، كما في الحديث.