الإشارة : الدين هو إحراز الإسلام والإيمان والإحسان، فمَن جمع هذه الثلاث تخلّص باطنه، فكان فيه الشفقة والرأفة والكرم والسخاء، وتحقق بمقام الإخلاص، وذاق حلاوة المعاملة، وأمّا مَن لم يظفر بمقام الإحسان فلا يخلو باطنه من عُنف وبُخل ودقيق رياء، ربما يصدق عليه قوله تعالى :﴿أرأيت الذي يُكذِّب بالدين فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم..﴾ الخ. وقال القشيري في قوله تعالى :﴿فويل للمُصلّين الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾ : يُشير إلى المحجوبين عن أسرار الصلاة ودقائقها، الساهين عن شهود مطالعها وطرائقها، الغافلين الجاهلين عن علومها وأحكامها، ﴿الذين هم يُراؤون﴾ في أعمالهم وأحوالهم، بنسبتها وإضافتها إلى أنفسهم الظلمانية، ﴿ويمنعون الماعون﴾ أي : ما يُفيد السالك إلى طريق الحق، من الإرشاد والنُصح، وانظر عبارته نقلتها بالمعنى. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
٣٦٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٥٩