الإشارة : لا عبرة بالأجسام العريضة، ولا بالألسن الفصيحة، إنما العبرة بالقلوب المطهرة، والسرائر المنورة، " إن الله لا ينظر إلى صوركم... " الحديث، و " رُبَّ أشعثَ أغبر، مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسمَ على الله لأبَرَّه في قسمه " قال القشيري : قوله تعالى :﴿وإذا رأيتهم..﴾ الخ، أي : هم أشباح وقوالب، ليس وراءهم ألبابُ وحقائق، والجوزُ الفارغ يؤنق ظاهره، ولكن للعب الصبيان. هـ. وقال الشاعر :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٨
وما الحسنُ في وجه الفتى شرفاً له
إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقالت العامة : لا يتكلم إلاَّ الجوز الفارغ، ذمًّا لشقشقة اللسان، وفي الحديث أيضاً ذمهم والتحذير منهم. أما قوله ﷺ :" التمسوا حوائجكم عن حِسَان الوُجُوه " فإنما المراد : ما يظهر على الوجه من البهجة والنور، والخفة والملاحة، مما خامر الباطن من بشاشة الإيمان ونور المعرفة. والله تعالى أعلم.
٤٩
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٨
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وإِذا قيل لهم﴾ عند ظهور نفاقهم :﴿تعالَوا يستغفر لكم رسولُ الله لَووا رؤوسَهم﴾ أي : عطفوا استكباراً. وقرأ غير نافع بالتشديد للمبالغة. ﴿ورأيتهم يصُدُّون﴾ أي : يُعرضون عن القائل، أوعن الاستغفار، ﴿وهم مستكبرون﴾ عن الاعتذار والاستغفار.