﴿ولن يُؤخر اللهُ نفساً﴾ ؛ لن يمهلها ﴿إِذا جاء أجَلُهَا﴾ ؛ آخر عُمْرِها المكتوب في اللوح. ﴿واللهُ خبير بما تعملون﴾ فيُجَازيكم عليه، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر، فسارعوا إلى الخيرات، واستعِدوا لما هو آت. قال ابن عباس : ما قصَّر أحد في الزكاة والحجِّ إلاَّ سأل الرجعة عند الموت. هـ. والظاهر : أنَّ كل مَن قصَّر في الاجتهاد، وتعمير الأوقات، كله يطلب الرجعة، وكل مَن أدركته المنية قبل الوصول إلى الله مغبون، ولذلك ذكر التغابن بعدها، وفي الحديث :" ما مِن أحدٍ إلاَّ سيندم عند الموت، إن كان عاصياً أن لو تاب، وإن كان طائعاً أن لو زاد " أو كما قال صلى الله عليه وسلم. قال في غريب المنتقى : إنّ العبد يقول عند كشف الغطاء : يا ملك الموت أَخِّرني يوماً أعتذر فيه إلى ربي، وأتوب وأتزوّد صالحاً لنفسي، فيقول المَلك : فَنيت الأيامُ، فلا يوم، فيقول : أخَّرني ساعة، فيقول : فَنِيَت الساعات فلا ساعة. هـ.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥٢
قيل : لمَّا كانت سورة المنافقين رأس ثلاث وستين سورة، أُشير فيها إلى وفاته ﷺ بقوله تعالى :﴿ولن يُؤخر اللهُ نفساً إِذا جاء أجلها﴾ فإنه ﷺ مات على رأس ثلاث وستين سنة، وعقبها بالتغابن، ليظهر التغابن في فقده صلى الله عليه وسلم. هـ.


الصفحة التالية
Icon