﴿فاتقوا اللهَ ما استطعتم﴾ أي : ابذلوا جهدَكم وطاقتكم في تقواه، قال ابن عطية : تقدّم الخلاف هل هذه الآية ناسخة لقوله تعالى :﴿اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران : ١٠٢] أو : مُبيّنة لها، والمعنى : اتقوا الله حق تقاته فيما استطعتم، وهذا هو الصحيح. هـ. ﴿واسمَعُوا﴾ ما تُوعظون به، ﴿وأطيعوا﴾ فيما تُؤمرون به ﴿وأَنفِقوا﴾ مما رزقناكم في الوجوه التي أُمرتم، فالإنفاق فيها خالصاً لوجهه ﴿خيراً لأنفسِكم﴾ أي : وائتوا خيراً لأنفسكم، ﴿ومَن يُوقَ شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون﴾ الفائزون بكل خير.
﴿إِن تُقرضوا اللهَ﴾ بصرف أموالكم إلى المصارف التي عيّنها ﴿قرضاً حسناً﴾ مقروناً بالإخلاص ﴿يُضاعِفْهُ لكم﴾ بالواحدة عشراً إلى سبعمائة أو أكثر، ﴿ويغفرْ لكم﴾ ببركة الإنفاق ما فرط منكم، ﴿واللهُ شكورٌ﴾ يُعطي الجزيل في مقابلة القليل، ﴿حليمٌ﴾ لا يُعاجِل بالعقوبة، ﴿عالمُ الغيب والشهادة﴾ لا تخفى عليه خافية، ﴿العزيزُ الحكيمُ﴾ مبالغ في القدرة والحكمة. والله تعالى أعلم.