" صفحة رقم ١٥٠ "
القبائل شعار تعارفهم، واستعمال الجيوش شعارهم المصطلح عليه. والخلاصة أن كل مقام يقصد فيه التيمن والانتساب إلى الرب الواحد الواجب الوجود يعدى فيه الفعل إلى لفظ اسم الله كقوله :( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ( ( هود : ٤١ ) وفي الحديث في دعاء الاضطجاع :( باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه ) وكذلك المقام الذي يقصد فيه ذكر اسم الله تعالى كقوله تعالى :( فسبح باسم ربك العظيم ( أي قل سبحان الله :( سبح اسم ربك الأعلى ( ( الأعلى : ١ ) وكل مقام يقصد فيه طلب التيسير والعون من الله تعالى يعدى الفعل المسؤول إلى علم الذات باعتبار ما له من صفات الخلق والتكوين كما في قوله تعالى :( فاسجد له ( ( الإنسان : ٢٦ ) وقوله في الحديث :( اللهم بك نصبح وبك نمسي ) أي بقدرتك ومشيئتك وكذلك المقام الذي يقصد فيه توجه الفعل إلى الله تعالى كقوله تعالى :( فاسجد له ( ) وسبحه ( أي نزه ذاته وحقيقته عن النقائص. فمعنى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أقرأ قراءة ملابسة لبركة هذا الاسم المبارك.
هذا وقد ورد في استعمال العرب توسعات في إطلاق لفظ الاسم مرة يعنون به ما يرادف المسمى كقول النابغة :
نبئتُ زُرعة والسفاهةُ كاسمها
يُهدى إليَّ غرائبَ الأَشعار
يعني أن السفاهة هي هي لا تُعرَّف للناس بأكثر من اسمها وهو قريب من استعمال اسم الإشارة في قوله تعالى :( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ( ( البقرة : ١٤٣ ). أي مثل ذلك الجعل الواضح الشهير ويطلقون الاسم مقحماً زائداً كما في قول لبيد :
إلى الحوللِ ثم اسم السلام عليكُما
يعني ثم السلام عليكما وليس هذا خاصاً بلفظ الاسم بل يجىء فيما يرادفه مثل الكلمة في قوله تعالى :( وألزمهم كلمة التقوى ( ( الفتح : ٢٦ ) وكذلك ( لفظ ) في قول بشار هاجياً :
وكذاك، كان أبوك يؤثر بالهُنَى
ويظل في لَفْظِ النَّدى يتَرَدَّد
وقد يطلق الاسم وما في معناه كنايةً عن وجود المسمى، ومنه قوله تعالى :( وجعلوا لله شركاء قل سموهم ( ( الرعد : ٣٣ ) والأمر للتعجيز أي أثبتوا وجودهم ووضعَ أسماء لهم. فهذه اطلاقات أخرى ليس ذكر اسم الله في البسملة من قبيلها، وإنما نبهنا عليها لأن بعض المفسرين خلط بها في