" صفحة رقم ١٥٤ "
يجوز أن تكون معطوفة على جملة :( هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ( فتكون من تمام التذييل، ويكون ضمير ( ردوا ) عائداً إلى ( كل نفس ). ويجوز أن تكون معطوفة على قوله و ) يوم نحشرهم جميعاً ( ( يونس : ٢٨ ) الآية فلا تتصل بالتذييل، أي ونردهم إلينا، ويكون ضمير ( ردوا ) عائداً إلى الذين أشركوا خاصة. والمعنى تحقق عندهم الحشر الذي كانوا ينكرونه. ويناسب هذا المعنى قوله :( مولاهم الحق ( فإن فيه إشعاراً بالتورك عليهم بإبطال مواليهم الباطلة.
والرد : الإرجاع. والإرجاع إلى الله الإرجاع إلى تصرفه بالجزاء على ما يرضيه وما لا يرضيه وقد كانوا من قبل حين كانوا في الحياة الدنيا ممهلين غير مجازين.
والمولى : السيد، لأن بينه وبين عبده ولاء عهد الملك. ويطلق على متولي أمور غيره وموفر شؤونه.
والحقّ : الموافق للواقع والصدق، أي ردوا إلى الاله الحق دون الباطل. والوصف بالحق هو وصف المصدر في معنى الحاق، أي الحاق المولوية، أي دون الأولياء الذين زعموهم باطلاً.
) وضل عنهم ما كانوا يفترون (
هذه الجملة مختصه بالمشركين كما هو واضح.
والضلال : الضياع.
و ) ما كانوا يفترون ( ما كانوا يكذبون من نسبتهم الإلهية إلى الأصنام، فيجوز أن يكون ماصْدق ( ما ) الموصولة الأصنام، فيكون قد حذف العائد مع حرف الجر بدون أن يجر الموصول بمثل ما جر به العائد والحق جوازه، فالتقدير : ما كانوا يكذبون عليه أو له. وضلاله : عدم وجوده على الوصف المزعوم له.


الصفحة التالية
Icon