" صفحة رقم ٣٢٣ "
فيه قوله تعالى :( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً ( ( مريم : ٧٧ ). وهذا من سوء فهمه لمعنى البعث وتوهمه أنه يُعاد لما كان حاله في الدنيا من أهل ومال.
والاستخفاء : الاختفاء، فالسين والتاء فيه للتأكيد مثل استجاب واستأخر.
وجملة :( ألا حين يستغشون ثيابهم ( الخ يجوز أن تكون إتماماً لجملة ) ألا إنهم يثنون صدورهم ( متصلة بها فيكون حرف ) ألا ( الثاني تأكيداً لنظيره الذي في الجملة قبله لزيادة تحقيق الخبر، فيتعلق ظرف ( حين ) بفعل ) يثنون صدورهم ( ويتنازعه مع فعل ) يَعلم ما يسرون ( وتكون الحالة الموصوفة حالة واحدة مركبة من ثني الصدور واستغشاء الثياب.
والاستغشاء : التغشي بما يُغْشي، أي يستر، فالسين والتاء فيه للتأكيد مثل قوله :( واستغشوا ثيابهم ( ( نوح : ٧ )، مثل استجاب.
وزيادة ) وما يعلنون ( تصريح بما فهم من الكلام السابق لدفع توهم علمه بالخفيات دون الظاهر.
وجملة :( إنه عليم بذات الصدور ( نتيجة وتعليل للجملة قبله، أي يعلم سرهم وجهرهم لأنه شديد العلم بالخفي في النفوس وهو يعلم الجهر بالأوْلى.
فذات الصدور صفة لمحذوف يُعلم من السياق من قوله ) عَليم ( أي الأشياء التي هي صاحبة الصدور.
وكلمة ( ذات ) مؤنث ( ذو ) يتوصل بها إلى الوصف بأسماء الأجناس، وقد تقدم الكلام على ذلك عند قوله تعالى :( إنه عليم بذات الصدور ( ( الأنفال : ٤٣ ) وقوله :( وأصلحوا ذات بينكم في سورة الأنفال ( ١ ).
والصدور مراد بها النفوس لأن العرب يعبرون عن الحواسّ الباطنية بالصدر.


الصفحة التالية
Icon