" صفحة رقم ٢٩٣ "
المغيب أمكن لمريد الخيانة أن يخون فيها من حالة الحضرة، لأن الحاضر قد يتفطن لقصد الخائن فيدفع خيانته بالحجة.
و ) أنّ الله لا يهدي كيد الخائنين ( عطف على ) ليعلم ( وهو علة ثانية لإصداعها بالحق، أي ولأن الله لا يهدي كيد الخائنين. والخبر مستعمل في لازم الفائدة وهو كون المتكلم عالماً بمضمون الكلام، لأن علة إقرارها هو علمها بأن الله لا يهدي كيد الخائنين.
ومعنى ) لا يهدي كيد الخائنين ( لا ينفذه ولا يسدده. فأطلقت الهداية التي هي الإرشاد إلى الطريق الموصلة على تيسير الوصول، وأطلق نفيها على نفي ذلك التيسير، أي أن سنة الله في الكون جرت على أن فنون الباطل وإن راجت أوائلها لا تلبث أن تنقشع ) بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقً ( سورة الأنبياء : ١٨ ).
والكيد : تقدم.


الصفحة التالية
Icon