" صفحة رقم ١١٥ "
المبصرات، وحال المؤمنين كحال البصر في العلم وكحال النور في الإفاضة والإرشاد.
وقرأ الجمهور تستوى الظلمات ( بفوقية في أوله مراعاة لتأنيث الظلمات. وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، وخلف بتحتية في أوله وذلك وجه في الجمع غير المذكر السالم.
) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الاَْعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (
) أم ( للإضراب الانتقال في الاستفهام مقابل قوله :( أفأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً (، فالكلام بعد ( أم ) استفهام حذفت أداته لدلالة ( أم ) عليها. والتقدير ؛ ) أم جعلوا لله شركاء ). والتُفت عن الخطاب إلى الغيبة إعراضاً عنهم لما مضى من ذكر ضلالهم.
والاستفهام مستعمل في التهكم والتغليط. فالمعنى : لو جعلوا لله شركاء يخلقون كما يَخلق الله لكانت لهم شبهة في الاغترار واتخاذهم آلهة، أي فلا عذر لهم في عبادتهم، فجملة ) خلقوا ( صفة ل ) شركاء ).
وشِبْه جملة ) كخلقه ( في معنى المفعول المطلق، أي خلقوا خلقاً مثل مَا خلق الله. والخلق في الموضعين مصدر.
وجملة ) فتشابه ( عطف على جملة ) خلقوا كخلقه ( فهي صفة ثانية ل ) شركاء (، والرابط اللام في قوله :( الخلق ( لأنها عوض عن الضمير المضاف إليه. والتقدير : فتشابه خلقهم عليهم. والوصفان هما مصب التهكم والتغليط.
وجملة ) قل الله خالق كل شيء ( فذلكة لما تقدم ونتيجة له، فإنه لما جاء الاستفهام التوبيخي في ) أفاتخذتم من دونه أولياء ( سورة الرعد : ١٦ ) وفي أم جعلوا