" صفحة رقم ١٣٧ "
، ٢٩ ) ) الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ (
استئناف اعتراضي مناسبتهُ المُضادةُ لحال الذين أضلهم الله، والبيانُ لحال الذين هداهم مع التنبيه على أن مثال الذين ضلوا هو عدم اطمئنان قلوبهم لذكر الله، وهو القرآن، لأن قولهم :( لولا أنزل عليه آية من ربه ( يتضمن أنهم لم يعدوا القرآن آية من الله، ثم التصريح بجنس عاقبة هؤلاء، والتعريض بضد ذلك لأولئك، فذكرها عقب الجملة السابقة يفيد الغرضين ويشير إلى السببين. ولذلك لم يجعل ) الذين آمنوا ( بدلاً من ) من أناب ( الرعد : ٢٧ ) لأنه لو كان كذلك لم تعطف على الصلة جملة وتطمئن قلوبهم ( ولا عطف ) وعملوا الصالحات ( على الصلة الثانية. ف ) الذين آمنوا ( الأول مبتدأ، وجملة ) ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب ( معترضة و ) الذين آمنوا ( الثاني بدل مطابق من ) الذين آمنوا ( الأول، وجملة ) طوبى لهم ( خبر المبدأ.
والاطمئنان : السكون، واستعير هنا لليقين وعدم الشك، لأن الشك يستعار له الاضطراب. وتقدم عند قوله تعالى :( ولكن ليطمئن قلبي في سورة البقرة ( ٢٦٠ ).
و ( ذكر الله ) يجوز أن يراد به خشية الله ومراقبته بالوقوف عند أمره ونهيه. ويجوز أن يراد به القرآن قال : وإنه لذكر لك ولقومك ( سورة الزخرف : ٤٤ )، وهو المناسب قولهم : لولا أنزل عليه آية من ربه ). وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى في سورة الزمر :( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ( سورة الزمر : ٢٢ )، أي للذين كان قد زادهم قسوة قلوب، وقوله في آخرها : ثم تلين جُلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ( سورة الزمر : ٢٣ ).
والذكر من أسماء القرآن، ويجوز أن يراد ذكر الله باللسان فإن إجراءه على اللسان ينبه القلوب إلى مراقبته.


الصفحة التالية
Icon