" صفحة رقم ١٩٥ "
و ) جميعاً ( تأكيد لمن في الأرض للتنصيص على العموم. وتقدم نظيره ونصبه غيرَ بعيد.
والغنيّ : الذي لا حاجة له في شيء، فدخل في عموم غناه أنه غني عن الذين يكفرون به.
والحميد : المحمود. والمعنى : أنه محمود من غيركم مستغن عن حمدكم ؛ على أنهم لو كفروا به لكانوا حامدين بلسان حالهم كرهاً، فإنّ كل نعمة تنالهم فيحمدونها فإنما يحمدون الله تعالى، كقوله تعالى :( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً ( سورة الرعد : ١٥ ). وهذه الآية تضمنت ما في الفقرات ( ٣٠ إلى ٣٣ ) من الإصحاح ( ٣٢ ) من سفر الخروج ).
٩ ) ) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّو اْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُو اْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ).
هذا الكلام استئناف ابتدائيّ رجع به الخطاب إلى المشركين من العرب على طريقة الالتفات في قوله :( ألم يأتكم (، لأن الموجّه إليه الخطاب هنا هم الكافرون المعنيون بقوله :( وويل للكافرين من عذاب شديد ( سورة إبراهيم : ٢ )، وهم معظم المعنيّ من الناس في قوله : لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ( سورة إبراهيم : ١ )، فإنهم بعد أن أُجمل لهم الكلام في قوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ( سورة إبراهيم : ٤ ) الآية، ثم فُصّل بأن ضُرب المثل للإِرسال إليهم لغرض الإخراج من الظلمات إلى النور بإرسال موسى عليه السلام لإخراج قومه، وقُضي حق ذلك عقبه بكلام جامع لأحوال الأمم ورسلهم، فكان بمنزلة الحوصلة