" صفحة رقم ٢٤١ "
من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم إلى قوله واجعلنا مسلمين لك ( سورة البقرة : ١٢٧ ). وذلك من معنى الشكر المسؤول هنا.
ومِن ( في قوله :( من ذريتي ( بمعنى بعض، يعني إسماعيل عليه السلام، وهو بعض ذريته، فكأن هذا الدعاء صدر من إبراهيم عليه السلام بعد زمان من بناء الكعبة وتقري مكة، كما دل عليه قوله في دعائه هذا ) الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ( سورة إبراهيم : ٣٩ )، فذكر إسحاق عليه السلام.
والواد : الأرض بين الجبال، وهو وادي مكة. وغير ذي زرع ( صفة، أي بواد لا يصلح للنبت لأنه حجارة، فإن كلمة ) ذُو ( تدلّ على صَاحببِ ما أضيفت إليه وتمكنه منه، فإذا قيل : ذو مال، فالمال ثابت له، وإذا أريد ضد ذلك قيل غير ذي كذا، كقوله تعالى :( قرآناً عربياً غير ذي عوج ( سورة الزمر : ٢٨ )، أي لا يعتريه شيء من العوج. ولأجل هذا الاستعمال لم يقل بواد لا يزرع أولا زرع به.
وعند بيتك ( صفة ثانية لوادٍ أو حال.
والمحرم : الممنع من تناول الأيدي إياه بما يفسده أو يضر أهله بما جعل الله له في نفوس الأمم من التوقير والتعظيم، وبما شاهدوه من هلكة من يريد فيه بإلحاد بظلم. وما أصحاب الفيل منهم ببعيد.
وعلق ) ليقيموا ( ب ) أسكنت (، أي علة الإسكان بذلك الوادي عند ذلك البيت أن لا يشغلهم عن إقامة الصلاة في ذلك البيت شاغل فيكون البيت معموراً أبداً.
وتوسيط النداء للاهتمام بمقدمة الدعاء زيادة في الضراعة. وتهيّأ بذلك أن يفرع عليه الدعاء لهم بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، لأن همة الصالحين في إقامة الدين.
والأفئدة : جمع فؤاد، وهو القلب. والمراد به هنا النفس والعقل.
والمراد فاجعل أناساً يهوون إليهم. فأقحم لفظ الأفئدة لإرادة أن يكون مسير الناس إليهم عن شوق ومحبة حتى كأن المسرع هو الفؤاد لا الجسد


الصفحة التالية
Icon