" صفحة رقم ٢٤٧ "
وجملة ) لا يرتد إليهم طرفهم ( في موضع الحال أيضاً. والطَرْف : تحرك جفن العين.
ومعنى ) لا يرتد إليهم ( لا يرْجع إليهم، أي لا يعود إلى معتاده، أي لا يستطيعون تحويله. فهو كناية عن هول ما شاهدوه بحيث يبقون ناظرين إليه لا تطرف أعينهم.
وقوله :( وأفئدتهم هواء ( تشبيه بليغ، إذ هي كالهواء في الخلو من الإدراك لشدة الهول.
والهواء في كلام العرب : الخلاء. وليس هو المعنى المصطلح عليه في علم الطب وعلم الهيئة.
٤٤، ٤٥ ) ) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُو اْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُو اْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ وَسَكَنتُمْ فِى مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُو اْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ).
) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُو اْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُو اْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ ).
عطف على جملة ) ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ( إبراهيم : ٤٢ )، أي تَسَلّ عنهم ولاتملل من د عوتهم وأنذرهم.
والناس يعم جميع البشر. والمقصود : الكافرون، بقرينة قوله : يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ). ولك أن تجعل الناس ناساً معهودين وهم المشركون.
و ) يوم يأتيهم العذاب ). منصوب على أنه مفعول ثاننٍ ل ) أنذر (، وهو مضاف إلى الجملة. وفعل الإنذار يتعدى إلى مفعول ثاننٍ على التوسع لتضمينه معنى التحذير، كما في الحديث ( ما من نبي إلا أنذر قومه الدجال ).
وإتيان العذاب مستعمل في معنى وقوعه مجازاً مرسلاً.
والعذاب : عذاب الآخرة، أو عذاب الدنيا الذي هُدّد به المشركون. و ) الذين ظلموا ( : المشركون.


الصفحة التالية
Icon