" صفحة رقم ١٤٢ "
٣٠، ٣١ ) ) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هاذِهِ الْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الاَْخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِى اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ).
مستأنفة ابتدائية، وهي كلامٌ من الله تعالى مثل نظيرها في آية ) قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة في سورة الزمر ( ١٠ )، وليست من حكاية قول الذين اتّقوا.
والّذين أحسنوا : هم المتقون فهو من الإظهار في مقام الإضمار توصّلا بالإتيان بالموصول إلى الإيماء إلى وجه بناء الخبر، أي جزاؤهم حسنة لأنهم أحسنوا.
وقوله تعالى : في هذه الدنيا جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِى اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ( يجوز أن يتعلق بفعل ) أحسنوا ). ويجوز أن يكون ظرفاً مستقرّاً حالاً من ) حسنة ). وانظر ما يأتي في نظر هذه الآية من سورة الزمر من نكتة هذا التوسيط.
ومعنى ) ولدار الآخرة خير ( أنّها خير لهم من الدّنيا فإذا كانت لهم في الدنيا حسنة فلهم في الآخرة أحسن، فكما كان للّذين كفروا عذاب الدّنيا وعذاب جهنّم كان للّذين اتّقوا خيرُ الدّنيا وخير الآخرة. فهذا مقابل قوله تعالى في حقّ المشركين ) ليحملوا أوزارهم كاملة ( ( سورة النحل : ٢٥ ) وقوله تعالى :( وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ( سورة النحل : ٢٦ ).
وحسنة الدّنيا هي الحياة الطيّبة وما فتح الله لهم من زهرة الدنيا مع نعمة الإيمان. وخير الآخرة هو النّعيم الدّائم، قال تعالى : من عمل صالحاً


الصفحة التالية
Icon