" صفحة رقم ٢٤٨ "
وضمير له ( عائد إلى ) الكتاب ).
وإنما عدي الجعل باللام دون ( في ) لأن العوج المعنوي يناسبه حرف الاختصاص دون حرف الظرفية لأن الظرفية من علائق الأجسام، وأما معنى الاختصاص فهو أعم.
فالمعنى : أنه متصف بكمال أوصاف الكتب من صحة المعاني والسلامة من الخطأ والاختلاف. وهذا وصف كمال للكتاب في ذاته وهو مقتض أنه أهل للانتفاع به، فهذا كوصفه ب ) أنه لا ريب فيه في سورة البقرة ( ٢ ).
و قيماً ( حال من ) الكتاب ( أو من ضميره المجرور باللام، لأنه إذا جعل حالاً من أحدهما ثبت الاتصاف به للآخر إذ هما شيء واحد، فلا طائل فيما أطالوا به من الإعراب.
والقيم : صفة مبالغة من القيام المجازي الذي يطلق على دوام تعهد شيء وملازمة صلاحه، لأن التعهد يستلزم القيام لرؤية الشيء والتيقظ لأحواله، كما تقدم عند قوله تعالى :( الحي القيوم في سورة البقرة ( ٢٥٥ ).
والمراد به هنا أنه قيم على هدي الأمة وإصلاحها، فالمراد أن كماله متعدّ بالنفع، فوزانه وزان وصفه بأنه هدى للمتقين في سورة البقرة :( ٢ ).
والجمع بين قوله : ولم يجعل له عوجاً ( وقوله :( قيماً ( كالجمع بين ) لا ريب فيه ( البقرة : ٢ ) وبين هدى للمتقين ( البقرة : ٢ ) وليس هو تأكيداً لنفي العوج.
لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ (
) لينذر ( متعلق ب ) أنزل ). والضمير المرفوع عائد إلى اسم الجلالة، أي لينذر الله بأساً شديداً من لدنه، والمفعول الأول ل ) ينذر ( محذوف لقصد التعميم،