" صفحة رقم ٢٦٣ "
أنه الكهف. وفي مواضع أخرى من بادية القطر مشاهد يسمونها السبعة الرقود اعتقاداً بأن أهل الكهف كانوا سبعة. وستعلم مثار هذه التوهمات.
وفي ( تفسير الألوسي ) عن ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : غزونا مع معاوية غزو المَضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف. فقال معاوية : لو كُشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال ابن عباس : ليس ذلك لك، قد منع الله ذلك مَن هو خير منك، فقال :( لو اطلعتَ عليهم لوليتَ منهم فراراً ( الكهف : ١٨ ) فقال معاوية : لا أنتهي حتى أعلم علمهم فبعث رجالاً وقال : اذهبوا فادخلوا الكهف وانظروا، فذهبوا فلما دخلوه بعث الله عليهم ريحاً فأخرجتهم. وروى عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة : أن ابن عباس غزا مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام. فقال رجل : هذه عظام أهل الكهف. فقال ابن عباس : لقد ذهبت عظامهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة.
وفي تفسير الفخر ( عن القفال عن محمد بن موسى الخوارزمي المنجم :( أن الواثق أنفذه ليعرف حال أصحاب الكهف، فسافر إلى الروم فوجه ملك الروم معه أقواماً إلى الموضع الذي يقال إنهم فيه، قال : وإن الرجل الموكل بذلك الموضع فزعني من الدخول عليهم، قال : فدخلت ورأيت الشعور على صدورهم، قال : وعرفت أنه تمويه واحتيال، وأن الناس كانوا قد عالجوا تلك الجثث بالأدوية المجففة لأبدان الموتى لتصونها عن البلى مثل التلطيخ بالصبر وغيره ) ا هـ.
وقوله :( فسافر إلى الروم ) مبني على اعتقادهم أن الكهف كان حول مدينة ( أفسوس ) بالفاء أخت القاف وهو وهم حصل من تشابه اسمي البلدين كما نبهنا عليه آنفاً، فإن بلد ( أفسس ) في زمن الواثق لا تزال في حكم قياصرة الروم بالقسطنطينية، ولذلك قال بعض المؤرخين : إن قيصر الروم لما بلغته بعثة الجماعة الذين وجههم الخليفة الواثق، أمر بأن يجعل دليل في