" صفحة رقم ٢٨٦ "
والإشعار : الإعلام، وهو إفعال من شَعَر من باب نصر وكَرُم شُعوراً، أي علم. فالهمزة للتعدية مثل همزة أعلم ( من علم الذي هو عِلم العرفان يتعدى إلى واحد.
وقوله :( بكم ( متعلق ب ) يُشعِرَنَّ ). فمدخول الباء هو المشعور، أي المعلوم. والمعلوم إنما يكون معنى من المعاني متعلق الضمير المجرور بفعل ) يشعرن ( من قبيل تعليق الحكم بالذات، والمراد بعض أحوالها. والتقدير : ولا يخبرن بوجودكم أحداً. فهنا مضاف محذوف دلت عليه دلالة الاقتضاء فيشمل جميع أحوالهم من عددهم ومكانهم وغير ذلك. والنون لتوكيد النهي تحذيراً من عواقبه المضمنة في جملة ) إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ( الواقعة تعليلاً للنهي، وبياناً لوجه توكيد النهي بالنون، فهي واقعة موقع العلة والبيان، وكلاهما يقتضي فصلها عما قبلها.
وجملة ) إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم ( علة للأمر بالتلطف والنهي عن إشعار أحد بهم.
وضمير ) إنهم ( عائد إلى ما أفاده العموم في قوله :( ولا يشعرن بكم أحداً (، فصار ) أحداً ( في معنى جميع الناس على حكم النكرة في سياق شبه النهي.
والظهور أصله : البروز دون ساتر. ويطلق على الظفر بالشيء، وعلى الغلبة على الغير، وهو المراد هنا.
قال تعالى :( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ( النور : ٣١ ) وقال : وأظهره الله عليه ( ( التحريم : ٣ ) وقال :( تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ( ( البقرة : ٨٥ ).
والرجم : القتل برمي الحجارة على المرجوم حتى يموت، وهو قتل إذلال وإهانة وتعذيب.


الصفحة التالية
Icon