" صفحة رقم ٣٠٢ "
وغيبُ السماوات والأرض ما غاب عِلمه عن الناس من موجودات السماوات والأرض وأحوالهم. واللام في له ( للملك. وتقديم الخبر المجرور لإفادة الاختصاص، أي لله لا لغيره، رداً على الذين يزعمون علم خبر أهل الكهف ونحوهم.
و ) أبصر به وأسمع ( صيغتا تعجيب من عموم علمه تعالى بالمغيبات من المسموعات والمبصرات، وهو العلم الذي لا يشاركه فيه أحد.
وضمير الجمع في قوله :( ما لهم من دونه من ولي ( يعود إلى المشركين الذين الحديث معهم. وهو إبطال لولاية آلهتهم بطريقة التنصيص على عموم النفي بدخول ( من ) الزائدة على النكرة المنفية.
وكذلك قوله :( ولا يشرك في حكمه أحداً ( هو ردّ على زعمهم بأنّ الله اتخذ آلهتهم شركاء له في ملكه.
وقرأ الجمهور ) ولا يشرك ( برفع ) يشرك ( وبياء الغيبة. والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله :( قل الله أعلم ). وقرأه ابن عامر بتاء الخطاب وجَزْم و ) يشرك ( على أن ( لا ) ناهية. والخطاب لرسول الله ( ﷺ ) مراد به أمته، أو الخطاب لكل من يتلقاه.
وهنا انتهت قصة أصحاب الكهف بما تخللها، وقد أكثر المفسرون من رواية الأخبار الموضوعة فيها.
) ) وَاتْلُ مَآ أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ).
عطف على جملة ) قل الله أعلم بما لبثوا ( الكهف : ٢٦ ) بما فيها من قوله : ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً ( الكهف : ٢٦ ).


الصفحة التالية
Icon