" صفحة رقم ٣١٩ "
مشتقاً من اسم الثمرة على سبيل المجاز أو الاستعارة لأن الأرباح وعفو المال يُشبهان ثمر الشجر. وشَاع هذا المجاز حتى صار حقيقة. قال النابغة :
مَهلا فداءٌ لك الأقوامُ كلّهُمُ
ومَا أُثَمّر من مال ومِنْ وَلَد
وقرأ الجمهور ) ثُمُر ( بضم المثلثة وضم الميم. وقرأه أبو عمرو ويعقوب بضم المثلثة وسكون الميم. وقرأه عاصم بفتح المثلثة وفتح الميم.
فقالوا : إنه جمع ثِمار الذي هو جمع ثَمر، مثل كُتب جمع كِتاب فيكون دالاً على أنواع كثيرة مما تنتجه المكاسب، كما تقدم آنفاً في جمع أساور من قوله :( أساور من ذهب ( الكهف : ٣١ ). وعن النحاس بسنده إلى ثعلب عن الأعمش : أن الحجاح قال : لو سمعت أحداً يقرأ وكان له ثمر ( ( أي بضم الثاء ) لقطعت لسانه. قال ثعلب : فقلت للأعمش : أنأخذ بذلك. قال : لا ولا نعمة عَين، وكان يقرأ : ثُمُر، أي بضمتين.
والمعنى : وكان لصاحب الجنتين مالٌ، أي غير الجنتين. والفاء لتفريع جملة ) قال ( على الجُمل السابقة، لأن ما تضمنته الجمل السابقة من شأنه أن ينشأ عنه غرور بالنفس يَنطق ربه عن مثل ذلك القول.
و ( الصاحب ) هنا بمعنى المقارن في الذكر حيث انتظمهما خبر المثَل، أو أريد به الملابس المخاصم، كما في قول الحجاج يخاطب الخوارج ( ألستم أصحابي بالأهواز ).
والمراد بالصاحب هنا الرجل الآخر من الرجلين، أي فقال : مَن ليس له جناتٌ في حوار بينهما. ولم يتعَلق الغرض بذكر مكان هذا القول ولا سببه لعدم الاحتياج إليه في الموعظة.
وجملة ) وهو يحاوره ( حال من ضمير ) قال ).
والمحاورة : مراجعة الكلام بين متكلميْن.