" صفحة رقم ٣٢٥ "
والحسبان : مصدر حسب كالغفران. وهو هنا صفة لموصوف محذوف، أي هلاكاً حسباناً، أي مقدراً من الله، كقوله تعالى :( عطاء حساباً ( النبأ : ٣٦ ). وقيل : الحسبان اسم جمع لسهام قصار يرمى بها في طلق واحد وليس له مفرد. وقيل : اسم جمع حُسبانة وهي الصاعقة. وقيل : اسم للجراد. والمعاني الأربعة صالحة هنا، والسماء : الجو المرتفع فوق الأرض.
والصعيد : وجه الأرض. وتقدم عند قوله تعالى : فتيمموا صعيداً طيباً ( المائدة : ٦ ). وفسروه هنا بذلك فيكون ذكره هنا توطئة لإجراء الصفة عليه وهي زلقاً ).
وفي ( اللسان ) عن الليث ( يقال للحَديقة، إذا خربت وذهب شجراؤها : قد صارت صعيداً، أي أرضاً مستوية لا شجر فيها ) ا هـ. وهذا إذا صح أحسن هنا، ويكون وصفه ب ) زلقاً ( مبالغة في انعدام النفع به بالمرة. لكني أظن أن الليث ابتكر هذا المعنى من هذه الآية وهو تفسير معنى الكلام وليس تبييناً لمدلول لفظ صعيد. ونظيره قوله :( وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً ( الكهف : ٨ ) في أول هذه السورة.
والزلق : مصدر زلقت الرجل، إذا اضطربت وزلت على الأرض فلم تستقر. ووصف الأرض بذلك مبالغة، أي ذات زلق، أي هي مزْلِقَة.
والغَور : مصدر غار الماء، إذا ساخ الماء في الأرض. ووصفه بالمصدر للمبالغة، ولذلك فرع عليه فلن تستطيع له طلباً ). وجاء بحرف توكيد النفي زيادة في التحقيق لهذا الرجاء الصادر مصدر الدعاء.