" صفحة رقم ١٠٤ "
٣٦ ) ) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ).
يجوز أن يكون هذا بقيةً لكلام جرى على لسان عيسى تأييداً لبراءة أمّه وما بينهما اعتراض كما تقدم آنفاً.
والمعنى : تعميم ربوبية الله تعالى لكل الخلق.
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب همزة ) وأَنَّ ( مفتوحة فخرجه الزمخشري أنه على تقدير لام التعليل، فإن كان من كلام عيسى فهو تعليل لقوله ) فاعبدوهُ ( على أنه مقدّم من تأخير للاهتمام بالعِلّة لكونها مقررة للمعلول ومثبته له على أسلوب قوله تعالى :( وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ( ( الجنّ : ١٨ ) ويكون قوله ) فَاعبُدُوهُ ( متفرعاً على قوله ) إني عَبْدُ الله ( ( مريم : ٣٠ ) بعد أن أُردف بما تعلّق به من أحوال نفسه.
ولما اشتمل مدخول لام التعليل على اسم الجلالة أضمر له فيما بعد. وتقدير النظم هكذا : فاعبدوا الله لأنه ربّي وربكم.
ويجوز أن يكون عطفاً على قوله ) بالصلواةِ والزكواةِ ( ( مريم : ٣١ )، أي وأوصاني بأنّ الله ربّي وربكم، فيكون بحذف حرف الجر وهو مطرد مع ( أنّ ).
ويجوز أن يكون معطوفاً على ) الحَقّ ( من قوله ) قَولَ الحَقّ ( ( مريم : ٣٤ ) على وجه جعل ) قَولَ ( بمعنى قائل، أي قائل الحق وقائلُ إن الله ربّي وربّكم، فإن همزة ) أنَّ ( يجوز فتحها وكسرها بعد مادة القول.
وإن كان ممّا خوطب النبي ( ﷺ ) بأنْ يقوله كان بتقدير قول محذوف، أو عطفاً على ) مَرْيَمَ ( من قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon