" صفحة رقم ١٥٤ "
وقال تعالى :( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه ( ( الأحقاف : ١١ ). فلأجل كون المشركين كانوا يقيسون هذا القياس الفاسد ويغالطون به جعل قولهم به معلّقاً بزمان تلاوة آيات القرآن عليهم. فالمراد بالآيات البيّنات : آيات القرآن، ومعنى كونها بيّنات : أنّها واضحات الحجّة عليهم ومفعمة بالأدلّة المقنعة.
واللاّم في قوله ) للّذين آمنوا ( يجوز كونها للتّعليل، أي قالوا لأجل الذين آمنوا، أي من أجل شأنهم، فيكون هذا قول المشركين فيما بينهم. ويجوز كونها متعلقة بفعل ) قَالَ ( لتعديته إلى متعلّقه، فيكون قولهم خطاباً منهم للمؤمنين.
والاستفهام في قولهم ) أيُّ الفريقين ( تقريريّ.
وقرأ من عدا ابن كثير ) مَقاماً ( بفتح الميم على أنه اسم مكان مِن قام، أطلق مجازاً على الحظ والرفعة، كما في قوله تعالى :( ولمن خاف مقام ربّه جنتان ( ( الرحمن : ٤٦ )، فهو مأخوذ من القيام المستعمل مجازاً في الظهور والمقدرة.
وقرأه ابن كثير بضم الميم من أقام بالمكان، وهو مستعمل في الكون في الدنيا. والمعنى : خيرٌ حياةً.
وجملة ) وكم أهلكنا قبلهم من قرن ( خطاب من الله لرسوله. وقد أهلك الله أهل قرون كثيرة كانوا أرفه من مشركي العرب متاعاً وأجمل منهم منظراً. فهذه الجملة معترضة بين حكاية قولهم وبين تلقين النبي ( ﷺ ) ما يجيبهم به عن قولهم، وموقعها التهديد وما بعدها هو الجواب.
والأثاث : متاع البيوت الذي يُتزين به، و ) رئياً ( قرأه الجمهور بهمزة بعد الراء وبعد الهمزة ياء على وزن فِعْل بمعنى مفعول كذبِح، من الرؤية، أي أحسن مَرِئيّاً، أي منظراً وهيئة.