" صفحة رقم ١٥٧ "
وحرف الاستقبال لتوكيد حصول العلم لهم حينئذ وليس للدّلالة على الاستقبال لأنّ الاستقبال استفيد من الغاية.
و ) إمّا ( حرف تفصيل ل ) ما يوعدون (، أي ما أوعدوا من العذاب إما عذاب الدنيا وإما عذاب الآخرة، فإن كلّ واحد منهم لا يعدو أن يرى أحد العذابين أو كليهما.
وانتصب لفظ ) العذاب ( على المفعولية ل ) يَروْا. وحرف إما ( غير عاطف، وهو معترض بين العامل ومعموله، كما في قول تأبّط شراً :
هما خطتّا إمّا إسارٍ ومِنّةٍ
وإما دممٍ والموت بالحر أجدر
بجرّ ( إسار، ومنّة، ودم ).
وقوله ) شرّ مكاناً وأضعف جنداً ( مقابل قولهم ) خيرٌ مقاماً وأحسن نديّاً ( ( مريم : ٧٣ ) فالمكان يرادف المقام، والجند الأعوان، لأنّ الندي أريد به أهله كما تقدم، فقوبل ) خيرٌ نديّاً ( ب ) أضعفُ جنداً ).
وجملة ) ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ( معطوفة على جملة ) من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدّاً ( لما تضمنه ذلك من الإمهال المفضي إلى الاستمرار في الضلال، والاستمرار : الزيادة. فالمعنى على الاحتباك، أي فليمدد له الرحمن مداً فيزدَدْ ضلالاً، ويمدّ للذين اهتدوا فيزدادوا هدىً.
وجملة ) والباقيات الصالحات خير ( عطف على جملة ) ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ). وهو ارتقاء من بشارتهم بالنجاة إلى بشارتهم برفع الدرجات، أي الباقيات الصالحات خير من السلامة من العذاب التي اقتضاها قوله تعالى :( فسيعلمون من هو شرّ مكاناً وأضعفُ جنداً (، أي فسيظهر أن ما كان فيه الكفرة من النعمة والعزّة هو أقلّ مما كان