" صفحة رقم ١٨٨ "
وفي تقييد الأبيّ على تفسير ابن عرفة : واختار عز الدين بن عبد السلام عدم تكفير من يقول بالجهة. قيل لابن عرفة : عادتك تقول في الألفاظ الموهمة الواردة في الحديث كما في حديث السوداء وغيرها، فذكر النبي دليلٌ على عدم تكفير من يقول بالتجسيم، فقال : هذا صعب ولكن تجاسرتُ على قوله اقتداء بالشيخ عز الدين لأنه سبقني لذلك.
وأتبع ما دلّ على عظمة سلطانه تعالى بما يزيده تقريراً وهو جملة : له ما في السمَّوات ( الخ. فهي بيان لجملة ) الرحمن على العرش استوى ). والجملتان تدلان على عظيم قدرته لأن ذلك هو المقصود من سعة السلطان.
وتقديم المجرور في قوله ) له ما في السموات ( للقصر، رداً على زعم المشركين أن لآلهتهم تصرفات في الأرض، وأن للجنّ اطلاعاً على الغيب، ولتقرير الردّ ذكرت أنحاء الكائنات، وهي السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
والثّرى : التراب. وما تحته : هو باطن الأرض كله.
وجملة ) له ما في السَّموات ( عطف على جملة ) على العرششِ اسْتَوى ).
٧ ) ) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (
عطف على جملة ) له ما في السموات وما في الأرض ( ( طه : ٦ ) لدلالة هذه الجملة على سعة علمه تعالى كما دلّت الجملة المعطوف عليها على عظيم سلطانه وقدرته. وأصل النظم : ويعلم السر وأخفى إن تجهر