" صفحة رقم ٢٦٧ "
الأيدي والأرجل والصّلبِ، أي سواء علينا ذلك بعضه أو كلّه أو عدم وقوعه، فلا نطلب منك خلاصاً منه جزاء طاعتك فافعل ما أنت فاعل ( والقضاء هنا التنفيذ والإنجاز ) فإنّ عذابك لا يتجاوز هذه الحياة ونحن نرجو من ربنا الجزاء الخالد.
وانتصب ) هذه الحياة ( على النيابة عن المفعول فيه، لأنّ المراد بالحياة مُدّتُها.
والقصر المستفاد من ( إنما ) قصر موصوف على صفة، أي إنك مقصور على القضاء في هذه الحياة الدنيا لا يتجاوزه إلى القضاء في الآخرة، فهو قصر حقيقيّ.
وجملة ) إنَّا آمَنَّا بِرَبنا ( في محلّ العلّة لما تضمنه كلامهم.
ومعنى ) وما أكْرَهْتَنَا عليْهِ مِنَ السِّحْرِ ( أنه أكرههم على تحدّيهم موسى بسحرهم فعلموا أن فعلهم باطل وخطيئة لأنّه استعمل لإبطال إلهيّة الله، فبذلك كان مستوجباً طلب المغفرة.
وجملة ) والله خَيْرٌ وأبْقَى ( في موضع الحال، أو معترضة في آخر الكلام للتذييل. والمعنى : أنّ الله خير لنا بأن نؤثره منك، والمراد : رضى الله، وهو أبقى منك، أي جزاؤه في الخير والشرّ أبقى من جزائك فلا يهولنا قولك ) ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى ( ( طه : ٧١ )، فذلك مقابلة لوعيده مقابلة تامة.


الصفحة التالية
Icon