" صفحة رقم ٦٧ "
من خصوصيات محمد ( ﷺ ) فإن كان ذلك حكماً سابقاً كان مراد زكرياء إرث آثار النبوءة خاصة من الكتب المقدّسة وتقاييده عليها.
والموالي : العصبة وأقرب القرابة، جمع مولى بمعنى الولي.
ومعنى :( من ورائي ( من بعدي، فإن الوراء يطلق ويراد به ما بعد الشيء، كما قال النّابغة :
وليس وراء الله للمرء مطلب
أي بعد الله. فمعنى ) من ورائي ( من بعد حياتي.
و ) من ورائي ( في موضع الصفة ل ) الموالي ( أو الحال.
وامرأة زكرياء اسمها أليصابات من نسل هارون أخي موسى فهي من سبط لاوي.
والعاقر : الأنثى التي لا تلد، فهو وصف خاص بالمرأة، ولذلك جرد من علامة التأنيث إذ لا لبس. ومصدره : العُقر بفتح العين وضمها مع سكون القاف. وأتى بفعل ( كان ) للدلالة على أن العقر متمكن منها وثابت لها فلذلك حرم من الولد منها.
ومعنى ) مِنْ لَدنكَ ( أنه من عند الله عندية خاصة، لأنّ المتكلّم يعلم أنّ كلّ شيء من عند الله بتقديره وخلقه الأسْباب ومسبباتها تبعاً لخلقها، فلما قال ) من لدنك ( دلّ على أنه سأل ولياً غير جارٍ أمره على المعتاد من إيجاد الأولاد لانعدام الأسباب المعتادة، فتكون هبته كرامة له.
ويتعلّق ) لِي ( و ) مِن لَّدُنكَ ( بفعل ) هَبْ ). وإنما قدم ) لِي ( على ) مِن لدُنكَ ( لأنه الأهم في غرض الداعي، وهو غرض خاص يقدم على الغرض العام.


الصفحة التالية
Icon