" صفحة رقم ١٢ "
ومسألة صفة كلام الله تعالى تقدم الخوض فيها عند قوله تعالى :( وكلم الله موسى تكليماً ( في سورة ( النساء : ١٦٤ ).
وجملة ) استمعوه ( حال من ضمير النصب في ) يأتيهم ( وهذا الحال مستثنى من عموم أحوال أي ما يأتيهم ذكر في حال إلا في حال استماعهم.
وجملة ) وهم يلعبون ( حال لازمة من ضمير الرفع في ) استمعوه ( مقيّدة لجملة ) استمعوه ( لأن جملة ) استمعوه ( حال باعتبار أنها مقيّدة بحال أخرى هي المقصودة من التقييد وإلاّ لصار الكلام ثناء عليهم. وفائدة هذا الترتيب بين الجملتين الحاليتين الزيادةُ لِقطع معذرتهم المستفاد من قوله ) مُحْدَث ( كما علمت.
و ) لاهية قلوبهم ( حال من المبتدأ في جملة ) وهم يلعبون ( وهي احتراس لجملة ) استمعوه أي استماعاً لا وعي معه.
وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَاذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ).
جملة مستأنفة يجوز أن تكون عطفاً على جملة ) اقترب للناس حسابهم ( ( الأنبياء : ١ ) إلى آخرها، لأن كلتا الجملتين مسوقة لذكر أحوال تلقي المشركين لدعوة النبي ( ﷺ ) بالتكذيب والبهتان والتآمر على رفضها. فالذين ظلموا هم المراد بالناس كما تقدم.
وواو الجماعة عائد إلى ما عاد إليه ضمائر الغيبة الراجعة إلى ) للناس وليست جملة وأسروا النجوى ( عطفاً على جملة ) استمعوه وهم يلعبون ( لأن مضمونها ليس في معنى التقييد لِما يأتيهم من ذكر.


الصفحة التالية
Icon