" صفحة رقم ١٨٤ "
وتفظيع جدال المشركين في الوحدانية بأنهم لا يستندون إلى علم وأنهم يعرضون عن الحجة ليضلوا الناس.
وأنهم يرتابون في البعث وهو ثابت لا ريبة فيه وكيف يرتابون فيه بعلّة استحالة الإحياء بعد الإماتة ولا ينظرون أن الله أوجد الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم طوره أطواراً.
وأن الله ينزل الماء على الأرض الهامدة فتحيا وتخرج من أصناف النبات، فالله هو القادر على كل ذلك، فهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير.
وأن مجادلتهم بإنكار البعث صادرة عن جهالة وتكبّر عن الامتثال لقول الرسول عليه الصلاة والسلام.
ووصف المشركين بأنهم في تردد من أمرهم في اتباع دين الإسلام.
والتعريضُ بالمشركين بتكبُّرهم عن سنّة إبراهيم عليه السلام الذي ينتمون إليه ويحسبون أنهم حماة دينه وأمناءَ بيته وهم يخالفونه في أصل الدّين.
وتذكيرٌ لهم بما منّ الله عليهم في مشروعية الحجّ من المنافع فكفروا نعمته.
وتنظيرهم في تلقي دعوة الإسلام بالأمم البائدة الذين تلقوا دعوة الرسل بالإعراض والكفر فحل بهم العذاب.
وأنه يوشك أن يحل بهؤلاء مثله فلا يغرّهم تأخير العذاب فإنه إملاء من الله لهم كما أملى للأمم من قبلهم، وفي ذلك تأنيس للرسول عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا، وبشارة لهم بعاقبة النصر على الذين فتنوهم وأخرجوهم من ديارهم بغير حق.