" صفحة رقم ٢٤٤ "
ولكون هذه الحال أغرب قدّم قوله ) رجالاً ( ثم ذكر بعده ) وعلى كل ضامر ( تكملة لتعميم الأحوال إذ إتيان الناس لا يعدو أحد هذين الوصفين.
و ) رجالاً ( : جمع راجل وهو ضد الراكب.
والضامر : قليل لحم البطن. يقال : ضمر ضمُوراً فهو ضامر، وناقة ضامر أيضاً. والضمور من محاسن الرواحل والخيللِ لأنه يعينها على السير والحركة.
فالضامر هنا بمنزلة الاسم كأنه قال : وعلى كلّ راحلة.
وكلمة ( كُلّ ) من قوله ) وعلى كل ضامر ( مستعملة في الكثرة، أي وعلى رواحل كثيرة. وكلمة ( كلّ ) أصلها الدلالة على استغراق جنس ما تضاف إليه ويكثر استعمالها في معنى كثير مما تضاف إليه كقوله تعالى :( وأوتيت من كل شيء ( ( النمل : ٢٣ ) أي من أكثر الأشياء التي يؤتاها أهل الملك، وقول النابغة :
بها كلّ ذيّال وخنساء ترعوي
إلى كلّ رجّاف من الرمل فارد
أي : بها وحش كثير في رمال كثيرة.
وتكرر هذا الإطلاق ثلاث مرات في قول عنترة :
جادت عليه كلّ بِكْرٍ حُرة
فتركْنَ كلّ قرارة كالدرهم
سَحاً وتسكاباً فكلّ عشيةٍ
يجري عليها الماء لم يتصرم
وتقدم عند قوله تعالى :( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك في ( ( سورة البقرة : ١٤٥ ). ويأتي إن شاء الله في سورة النمل.