" صفحة رقم ٢٥٣ "
والوصيلة، والحَامي وبعضِ ما في بطونها. وقد ذكر في سورة الأنعام.
واستثني منه ما يتلى تحريمه في القرآن وهو ما جاء ذكره في ( سورة الأنعام : ١٤٥ ) في قوله :( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً الآيات وما ذكر في سورة النحل وكلتاهما مكيتان سابقتان.
وجيء بالمضارع في قوله : إلا ما يتلى عليكم ( ليشمل ما نزل من القرآن في ذلك مما سبق نزولَ سورة الحجّ بأنه تلي فيما مضى ولم يزل يتلى، ويشمل ما عسى أن يَنزل من بعد مثل قوله :( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة الآية في ( ( سورة العقود : ١٠٣ ).
والأمر باجتناب الأوثان مستعمل في طلب الدوام كما في قوله :( يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ( ( النساء : ١٣٦ ). وفرع على ذلك جملة معترضة للتصريح بالأمر باجتناب ما ليس من حرمات الله، وهو الأوثان.
واجتناب الكذب على الله بقولهم لبعض المحرمات ) هذا حلال مثل الدم وما أهلّ لغير الله به، وقولهم لبعض : هذا حرام مثل البَحيرة، والسائبة. قال تعالى : ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ( ( النحل : ١١٦ ).
والرّجس : حقيقته الخبث والقذارة، وتقدم في قوله تعالى :( فإنه رجس ( في ( سورة الأنعام : ١٤٥ ).
ووصف الأوثان بالرجس أنها رجس معنوي لِكون اعتقاد إلهيتها في النفوس بمنزلة تعلّق الخبث بالأجساد فإطلاق الرجس عليها تشبيه بليغ.
و ( مِن ) في قوله من الأوثان بيان لمجمل الرجس، فهي تدخل على بعض أسماء التمييز بياناً للمراد من الرجس هنا لا أن معنى