" صفحة رقم ٢٥٧ "
وعلى التفسير الثاني للشعائر تكون جملة ) ومن يعظم شعائر الله ( عطفاً على جملة ) ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ( ( الحج : ٢٨ ) تخصيصاً لها بالذكر بعد ذكر حرمات الله.
وضمير ) فإنها ( عائد إلى شعائر الله المعظمة فيكون المعنى : فإن تعظيمها من تقوى القلوب.
وقوله ) فإنها من تقوى القلوب ( جواب الشرط والرابط بين الشرط وجوابه هو العموم في قوله :( القلوب ( فإن من جملة القلوب قلوب الذين يعظمون شعائر الله. فالتقدير : فقد حلّت التقوى قلبه بتعظيم الشعائر لأنها من تقوى القلوب، أي لأنّ تعظيمها من تقوى القلوب.
وإضافة ) تقوى ( إلى ) القلوب ( لأنّ تعظيم الشعائر اعتقاد قلبي ينشأ عنه العمل.
٣٣ ) ) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ).
جملة ) لكم فيها منافع ( حال من الأنعام في قوله :( وأحلت لكم الأنعام ( ( الحج : ٣٠ ) وما بينهما اعتراضات أو حال من ) شعائر الله ( ( الحج : ٣٢ ) على التفسير الثاني للشعائر. والمقصود بالخبر هنا : هو صنف من الأنعام، وهو صنف الهدايا بقرينة قوله :( ثم محلها إلى البيت العتيق ).
وضمير الخطاب موجّه للمؤمنين.
والمنافع : جمع منفعة، وهي اسم النفع، وهو حصول ما يلائم ويحفّ. وجعل المنافع فيها يقتضي أنها انتفاع بخصائصها مما يراد من نوعها قبل أن تكون هدياً.


الصفحة التالية
Icon