" صفحة رقم ١٧١ "
حملتها الغيرة لأختها ضرة عائشة وساعدهم في حديثهم طائفة من المنافقين أصحاب عبد الله بن أبي.
فالإفك : علم بالغلبة على ما في هذه القصة من الاختلاق.
والعصبة : الجماعة من عشرة إلى أربعين كذا قال جمهور أهل اللغة. وقيل العصبة : الجماعة من الثلاثة إلى العشرة وروي عن ابن عباس. وقيل في مصحف حفصة ( عصبة أربعة منكم ). وهم اسم جمع لا واحد له من لفظه، ويقال : عصابة. وقد تقدم في أول سورة يوسف ( ٨ ).
) وعصبة ( بدل من ضمير ) جاءو ).
وجملة :( لا تحسبوه شراً لكم ( خبر ) إن ). والمعنى : لا تحسبوا إفكهم شراً لكم، لأن الضمير المنصوب من ) تحسبوه ( لما عاد إلى الإفك وكان الإفك متعلقاً بفعل ) جاءو ( صار الضمير في قوة المعرف بلام العهد. فالتقدير : لا تحسبوا الإفك المذكور شراً لكم. ويجوز أن يكون خبر ) إن ( قوله :( لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم ( وتكون جملة ) لا تحسبوه ( معترضة.
ويجوز جعل ) عصبة ( خبر ) إن ( ويكون الكلام مستعملاً في التعجيب من فعلهم مع أنهم عصبة من القوم أشد نكراً، كما قال طرفة :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
وذكر ) عصبة ( تحقير لهم ولقولهم، أي لا يعبأ بقولهم في جانب تزكية جميع الأمة لمن رموهما بالإفك. ووصف العصبة بكونهم ) منكم ( يدل على أنهم من المسلمين، وفي ذلك تعريض بهم بأنهم حادوا عن خلق الإسلام حيث تصدوا لأذى المسلمين.
وقوله :( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ( لإزالة ما حصل في نفوس المؤمنين من الأسف من اجتراء عصبة على هذا البهتان الذي اشتملت عليه القصة فضمير ) تحسبوه ( عائد إلى الإفك.


الصفحة التالية
Icon