" صفحة رقم ٣٢٣ "
واسم الإشارة إلى القرآن حكاية لقولهم حين يسمعون آيات القرآن.
والضمير المرفوع في ) افتراه ( عائد إلى الرسول ( ﷺ ) المعلوم من قوله :( على عبده ( ( الفرقان : ١ ).
والإفك : الكذب. وتقدم عند قوله تعالى :( إن الذين جاءو بالإفك ( في سورة النور ( ١١ ). والإفتراء : اختلاق الأخبار، أي ابتكارها وهو الكذب عن عمد، وتقدم في قوله :( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ( في سورة العقود ( ١٠٣ ).
) وأعانه عليه ( أي على ما يقوله من القرآن قوم آخرون لقنوه بعض ما يقوله، وأرادوا بالقوم الآخرين اليهود. روي هذا التفسير عن مجاهد وعن ابن عباس : أشاروا إلى عبيد أربعة كانوا للعرب من الفرس وهم : عدّاس مولى حويطب بن عبد العزى، ويسار أبو فكيهة الرومي مولى العلاء بن الحضرمي، وفي ( سيرة ابن هشام ) أنه مولى صفوان بن أمية بن محرِّث، وجبر مولى عامر. وكان هؤلاء من موالي قريش بمكة ممن دانوا بالنصرانية وكانوا يعرفون شيئاً من التوراة والإنجيل ثم أسلموا، وقد مر ذلك في سورة النحل، فزعم المشركون أن الرسول ( ﷺ ) كان يتردد إلى هؤلاء سراً ويستمد منهم أخبار ما في التوراة والإنجيل.
والقصر المستفاد من قوله :( إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ( متسلط على كلتا الجملتين، أي لا يخلو هذا القرآن من مجموع الأمرين، هما : أن يكون افترى بعضه من نفسه، وأعانه قوم على بعضه.
وفرع على حكاية قولهم هذا ظهور أنهم ارتكبوا بقولهم ظلماً وزوراً لأنهم حين قالوا ذلك ظهر أن قولهم زور وظلم لأنه اختلاق واعتداء.
و ) جاءو ( مستعمل في معنى ( عملوا ) وهو مجاز في العناية بالعمل والقصد إليه لأن من اهتم بتحصيل شيء مشى إليه، وبهذا الاستعمال صح تعديته إلى مفعول كما في هذه الآية.
والظلم : الاعتداء بغير حق بقول أو فعل قال تعالى :( قال لقد ظلمك بسؤال


الصفحة التالية
Icon