" صفحة رقم ٥٠ "
ولقوله ) قال عمَّا قليللٍ لَيُصْبِحُنّ نادمين ( ( المؤمنون : ٤٠ ) مع قوله في سورة الحجر ( ٨٣ ) ) فأخذتهم الصيحَةُ مصبحين ( فكان هلاكهم في الصباح. ولعل تخصيصهم بالذكر هنا دون عاد خلافاً لما تكرر في غير هذه الآية لأن العبرة بحالهم أظهر لبقاء آثار ديارهم بالحِجر كما قال تعالى :( وإنكم لَتَمُرّونَ عليهم مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْللِ أفلا تعقلون ( ( الصافات : ١٣٧، ١٣٨ ).
وقوله ) فأرسلنا فيهم رسولاً ( أي جعل الرسول بينهم وهو منهم، أي من قبيلتهم. وضمير الجمع عائد إلى ) قرناً ( لأنه في تأويل ( الناس ) كقوله ) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ( ( الحجرات : ٩ ).
وعُدِّي فعل ) أرسلنَا ( ب ( في ) دون ( إلى ) لإفادة أن الرسول كان منهم ونشأ فيهم لأن القرن لما لم يعين باسم حتى يعرف أن رسولهم منهم أو وارداً إليهم مثل لوط لأهل ( سدوم )، ويونس لأهل ( نينوَى )، وموسى للقبط. وكان التنبيه على أن رسولهم منهم مقصوداً إتماماً للمماثلة بين حالهم وحال الذين أرسل إليهم محمد ( ﷺ ) وكلام رسولهم مثل كلام نوح.
و ( أنْ ) تفسير لما تضمنه ) أرسلنا ( من معنى القول.
٣٣ ٣٨ ) ) وَقَالَ الْمَلاَُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الاَْخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِى الْحَيواةِ الدُّنْيَا مَا هَاذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ


الصفحة التالية
Icon