" صفحة رقم ١٥٦ "
وأصلها : لو أرجعنا إلى الدنيا لآمنّا، لكنه إذا لم يقصد تعليق الامتناع على امتناع تمحّضت ( لو ) للتمنّي لما بين الشيء الممتنع وبين كونه متمنّى من المناسبة. والكرة : مرة من الكرّ وهو الرجوع.
وانتصب ) فنكون ( في جواب التمنّي.
٣، ١٠٤ ) ) لله إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ).
تكرير ثالث لهاته الجملة تعداداً على المشركين وتسجيلاً لتصميمهم. واسم الإشارة إشارة إلى كلام إبراهيم عليه السلام فإن فيه دليلاً بيّناً على الوحدانية لله تعالى وبطلان إلهية الأصنام، فكما لم يهتد بها قوم إبراهيم فما كان أكثر المشركين بمكة بمؤمنين بها بعد سماعها، ولكن التبليغ حق على الرسول ( ﷺ ) وقد تقدم الكلام على نظير هذه الآية.
٥ ١١٠ ) ) لله كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ).
استئناف لتسلية الرسول ( ﷺ ) ناشىءٌ عن قوله :( وما كان أكثرهم مؤمنين ( ( الشعراء : ١٠٣ ) أي لا تأسَ عليهم ولا يعظُمْ عليك أنهم كذّبوك فقد كذبت قوم نوح المرسلين ؛ وقد علم العرب رسالةَ نوح، وكذلك شأن أهل العقول الضالّة أنهم يعرفون الأحوال وينسون أسبابها.
وأنث الفعل المسند إلى قوم نوح لتأويل ) قوم ( بمعنى الأمة أو الجماعة كما