" صفحة رقم ١٨١ "
وأقبل على الدعاء إلى الله أن ينجيه وأهله مما يعمَل قومُه، أي من عذاب ما يعملونه فلا بدّ من تقدير مضاف كما دل عليه قوله :( فنجيناه ). ولا يحسن جعل المعنى : نجّني من أن أعمل عملهم، لأنه يفوت معه التعريض بعذاب سيحل بهم. والقصة تقدمت في الأعراف وفي هود والحِجْر.
والفاء في قوله :( فنجيناه ( للتعقيب، أي كانت نجاته عقب دعائه حسبما يقتضي ذلك من أسرع مدةٍ بين الدعاء وأمرِ الله إياه بالخروج بأهله إلى قرية ( صوغر ).
والعجوز : المرأة المسنة وهي زوج لوط، وقوله :( في الغابرين ( صفة ) عجوزاً ).
والغابر : المتصف بالغبور وهو البقاء بعد ذهاب الأصحاب أو أهل الخيل، أي باقية في العذاب بعد نجاة زوجها وأهله وهي مستثناة من ) وأهله أجمعين ). وذلك أنها لحقها العذاب من دون أهلها فكان صفة لها. وقد تقدم ذلك في قصتهم في سورة هود.
و ) ثم ( للتراخي الرتبي لأن إهلاك المكذبين أجدَر بأن يذكر في مقام الموعظة من ذكر إنجاء لوط المؤمنين.
والتدمير : الإصابة بالدمار وهو الهلاك، وذلك أنهم استؤصلوا بالخسف وإمطار الحجارة عليهم.
والمطر : الماء الذي يسقط من السحاب على الأرض. والإمطار : إنزال المطر، يقال : أمطرت السماء. وسمي ما أصابهم من الحجارة مطراً لأن نزل عليهم من الجو. وقيل هو من مقذوفات براكين في بلادهم أثارتها زلازل الخسف فهو تشبيه بليغ.
و ( سَاء ) فعل ذمَ بمعنى بئس. وفي قوله :( المنذرين ( تسجيل عليهم بأنهم أُنذروا فلم ينتذروا.


الصفحة التالية
Icon