" صفحة رقم ١٨٥ "
والقُسطاس : بضم القاف وبكسرها من أسماء العدل، ومن أسماء الميزان، وتقدم في قوله تعالى :( وزِنُوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً ( في سورة الإسراء ( ٣٥ )، حمل على المعنيين هنا كما هنالك وإن كان الوصف ب ) المستقيم ( يرجح أن المقصود به الميزان، وتقدم تفصيل ما يرجع إليه هذا التشريع في قصته في الأعراف.
وقرأ الجمهور :( بالقُسطاس ( بضم القاف. وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخَلَفٌ بكسر القاف.
وبخس أشياء الناس : غبن منافعها وذمُّها بغير ما فيها ليضطروهم إلى بيعها بغبن. وأما الفساد فيقع على جميع المعاملات الضارة.
والبخس : النقص والذم. وتقدم في قوله :( ولا يبخس منه شيئاً في سورة البقرة ( ٢٨٢ ) ونظيره في سورة الأعراف. وقد تقدم نظير بقية الآية في سورة هود. ومن بخس الأشياء أن يقولوا للذي يعرض سلعة سليمة للبيع : إن سلعتك رديئة، ليصرف عنها الراغبين فيشتريها برُخص.
٤ ) وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاَْوَّلِينَ ).
أكد قوله في صدر خطابه ) فاتقوا الله ( ( الشعراء : ١٧٩ ) بقوله هنا :( واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ( وزاد فيه دليل استحقاقه التقوى بأن الله خلقهم وخلق الأمم من قبلهم، وباعتبار هذه الزيادة أُدخل حرف العطف على فعل ) اتقوا ( ولو كان مجرد تأكيدٍ لم يصح عطفه. وفي قوله :( الذي خلقكم ( إيماء إلى نبذ اتقاء غيره من شركائهم.
و ) الجبلة ( : بكسر الجيم والباء وتشديد اللام : الخلقة، وأريد به المخلوقات لأن الجبلة اسم كالمصدر ولهذا وصف ب ) الأولين ). وقيل : أطلق الجبلة على أهلها، أي وذوي الجبلة الأولين. والمعنى : الذي خلقكم وخلق الأمم قبلكم.