" صفحة رقم ١٩٨ "
بحرف الاستثناء، ولو ذكرت الواو لجاز كقوله في سورة الحجر ( ٤ ) ) إلا ولها كتاب معلوم ). وعبّر عن الرسل بصفة الإنذار لأنه المناسب للتهديد بالإهلاك.
٩ ) ) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ).
أي هذه ذكرى، فذكرى في موضع رفع على الخبرية لمبتدأ محذوف دلت عليه قرينة السياق كقوله تعالى في سورة الأحقاف ( ٣٥ ) ) بَلاَغ ( أي هذا بلاغ، وفي سورة إبراهيم ( ٥٢ ) ) هذا بلاغ للناس ( وفي سورة ص ( ٤٩ ) ) هَذا ذِكْر ). والمعنى : هذه ذكرى لكم يا معشر قريش. وهذا المعنى هو أحسن الوجوه في موقع قوله :( ذكرى ( وهو قول أبي إسحاق الزجاج والفراء وإن اختلفا في تقدير المحذوف قال ابن الأنباري : قال بعض المفسرين : ليس في الشعراء وقف تام إلاّ قوله :( إلا لها منذرون ( ( الشعراء : ٢٠٨ ).
وقد تردد الزمخشري في موقع قوله :( ذكرى ( بوجوه جعلها جميعاً على اعتبار قوله :( ذكرى ( تكملة للكلام السابق وهي غير خلية عن تكلف. والذكرى : اسم مصدر ذَكَّر.
وجملة :( وما كنا ظالمين ( يجوز أن تكون معطوفة على ) ذكرى ( أي نذكّركم ولا نظلم، وأن تكون حالاً من الضمير المستتر في ) ذكرى ( لأنه كالمصدر يقتضي مسنداً إليه، وعلى الوجهين فمفاد ) وما كنا ظالمين ( الإعذار لكفار قريش والإنذار بأنهم سيحلّ بهم هلاك.
وحذف مفعول ) ظالمين ( لقصد تعميمه كقوله تعالى :( ولا يظلم ربك أحداً ( ( الكهف : ٤٩ ).
٠ ٢١٢ ) ) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ).
عطف على جملة :( وإنه لتنزيل ربّ العالمين ( ( الشعراء : ١٩٢ ) وما بينهما اعتراض استدعاه تناسب المعاني وأخذُ بعضها بحُجز بعض تفنناً في الغرض. وهذا رد على قولهم في


الصفحة التالية
Icon