" صفحة رقم ٢٦٩ "
ومعنى :( تفرحون ( يجوز أن يكون تُسرُّون، ويجوز أن يكون تفتخرون، أي أنتم تعظم عندكم تلك الهدية لا أنا، لأن الله أعطاني خيراً منها.
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في ( أنتم تَفرحون ) لإفادة القصر، أي أنتم. وهو الكناية عن رد الهدية.
وتوعدهم وهددهم بأنه مرسل إليهم جيشاً لا قِبَل لهم بحربه. وضمائر جمع الذكور الغائب في قوله :( فلنأتينهم ( و ) لنخرجنهم ( عائدة إلى القوم، أي لنخرجن من نخرج من الأسرى.
وقوله :( فلنأتينهم بجنود ( يحتمل أنه أراد غزو بلدها بنفسه، فتكون الباء للمصاحبة. ويحتمل أنه أراد إرسال جنود لغزوها فتكون الباء للتعدية كالتي في قوله تعالى :( ذهب الله بنورهم ( ( البقرة : ١٧ ) أي أذهبه ؛ فيكون المعنى : فلنؤتينهم جنوداً، أي نجعلها آتية إياهم.
والقِبَل : الطاقة. وأصله المقابلة فأطلق على الطاقة لأن الذي يُطيق شيئاً يثبت للقائه ويقابله. فإذا لم يُطقه تقهقر عن لقائه. ولعل أصل هذا الاستعمال ناظر إلى المقابلة في القتال.
والباء في ) بها ( للسببية، أي انتفى قِبلهم بسببها، أو تكون الباء للمصاحبة، أي انتفى قِبلهم المصاحب لها، أي للقدرة على لقائها.
وضمير ) بها ( للجنود وضمير ) منها ( للمدينة، وهي مأرب، أي يخرجهم أسرى ويأتي بهم إلى مدينته.
والصاغر : الذليل، اسم فاعل من صغر بضم الغين المستعمل بمعنى ذل ومصدره الصغار. والمراد : ذل الهزيمة والأسر.


الصفحة التالية
Icon