" صفحة رقم ٢٤٢ "
( ٣١ ٣٢ ).
) لما ( أداة تدل على التوقيت، والأصل أنها ظرفٌ ملازم الإضافة إلى جملة. ومدلولها وجود لوجود، أي وجود مضمون الجملة التي تضاف إليها عند وجود الجملة التي تتعلق بها فهي تستلزم جملتين : أولاهما فعلية ماضوية وتضاف إليها ) لما (، والثانية فعلية أو اسمية مشتملة على ما يصلح لأن يتعلق به الظرف من فعل أو اسم مشتق، ويطلق على الجملة الثانية الواقعة بعد ) لما ( اسم الجزاء تسامحاً.
ولما كانت ) لما ( ظرفاً مبهماً تعين أن يكون مضمون الجملة التي تضاف إليها ) لما ( معلوماً للسامع، إذ التوقيت الإعلام بمقارنة زمن مجهول بزمن معلوم. فوجود ) لما ( هنا يقتضي أن مجيء الملائكة بالبشرى أمر معلوم للسامع مع أنه لم يتقدم ذكر للبشرى، فتعين أن يكون التعريف في البشرى تعريف العهد لاقتضاء ) لما ( أن تكون معلومة، فالبشرى هي ما دل عليه قوله تعالى آنفاً ) ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوءة والكتاب ( ( العنكبوت : ٢٧ ) كما تقدم بيانه.
والبشرى : اسم للبشارة وهي الإخبار بما فيه مسرة للمخبر بفتح الباء وتقدم ذكر البشارة عند قوله تعالى ) إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ( في سورة البقرة ( ١١٩ ).
ومن لطف الله بإبراهيم أن قدّم له البشرى قبل إعلامه بإهلاك قوم لوط لعلمه تعالى بحلم إبراهيم. والمعنى : قالوا لإبراهيم إنا مهلكوا أهل هذه القرية الخ.
والقرية هي ( سدوم ) قرية قوم لوط. وقد تقدم ذكرها في سورة الأعراف.
وجملة ) إن أهلها كانوا ظالمين ( تعليل للإهلاك وقصد به استئناس إبراهيم لقبول هذا الخبر المحزن، وأيضاً لأن العدل يقتضي أن لا يكون العقاب إلا على ذنب يقتضيه.


الصفحة التالية
Icon